بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 3 نوفمبر 2013

محتويات المدونة



محتويات المدونة  

اللغة العبرانية للعهد القديم 
1- مقدمة http://cambridgegypt.blogspot.com/2013/10/blog-post.html
2 - حروف اللغة http://cambridgegypt.blogspot.com/2013/10/blog-post_23.html
3- أولآ الأسماء http://cambridgegypt.blogspot.com/2013/10/blog-post_6708.html
4- ثانيآ : الأفعال http://cambridgegypt.blogspot.com/2013/10/blog-post_7003.html
5- ثالثآ : حروف الجر http://cambridgegypt.blogspot.com/search?updated-max=2013-10-31T18:31:00%2B02:00&max-results=7&start=3&by-date=false
6- رابعآ : الضمائر http://cambridgegypt.blogspot.com/2013/10/blog-post_871.html
7- الجزء الثانى علم التفسير المبنى على دراسة اللغة العبرية للعهد القديم http://cambridgegypt.blogspot.com/2013/10/blog-post_6500.html
8- مثال تطبيقى http://cambridgegypt.blogspot.com/2013/10/blog-post_2613.html

اللغة اليونانية الكوينى للعهد الجديد 

1- مقدمة ومبادىء لدراسة اللغة اليونانية الكوينى http://cambridgegypt.blogspot.com/2011/03/blog-post.html
 2-  مبادىء اللغة اليونية الحروف ونطقها وحركاتها http://cambridgegypt.blogspot.com/2012/01/blog-post.html
3- بناء الجملة فى اللغة اليونانية الكوينى وفكرة عامة عن اللغة وقواعدها
http://cambridgegypt.blogspot.com/2012/01/2.html
4- مثال عملى لدراسة الصلاة الربانية بناء على اللغة http://cambridgegypt.blogspot.com/2013/11/blog-post.html
مع تحيات د .ق جوزيف المنشاوى
http://www.ministers-best-friend.com/ORDAINED-Joseph-Maher-Messiha-Elmenshaoi-Jan-2010-EGYPT.html
  عضو بمجلس شيوخ ومستشارى كلية كمبردج للاهوت بأوهايو الولايات المتحدة الأمريكية
http://www.ministers-best-friend.com/Council-of-Elders.html

مثال عملى للتفسير المبنى على اللغة اليونلنية الكوينى


مقدمة الجزء العملى فى دراسة الكوينى
علم تفسير العهد الجديد المبنى على دراسة اللغة الكوينى
 Exegesis of the New Testament 

الهدف الرئيسى لمن يدرس اللغة اليونانية الكوينى هو ليس للحديث بها أو إستخدامها فى الحـــــياة العملية فهى لغة دراسة للمخطوطات والكتب التى تنتمى لفترة الثقافة الهيلينستية ، فأهل الــــيونان اليوم رغم كون هذه اللغة الكوينى من بين أصول اللغة التى يستخدمونها إلا أن تعبيراتها صـــــارت صعبة عسرة على الفهم ، كلاسيكية الطابع ، حلت محل كلمالتها فى اللغة الحديثة مزيدآ مــــــــــــن المفردات الأكثر وضوحآ ودقة فى إظهار المعنى ، أضف إلى ذلك تطور القواعد اللغوية والنحـــوية بسبب التطور التاريخى والمجتمعى الذى لحق بهؤلاء الناطقين باليونانية وإختلاف توجهاتــــــــــهم الثقافية بحيث توجهوا إلى الغرب بعد أفول العصر الهيلينستى ، وتأثرت لغتهم بسائر اللــــــــــــغات الأوربية الأنجلوسكسونية واللاتينية ، فلم يعد هناك صيغة المثنى ، وصارت حروف الجر لديــــــهم مباشرة لا تؤثر فى معنى الفعل إلا على قدر ما تؤثر تلك الحروف فى اللغات ( الإنجليزية على سبيل المثال) ودارس العهد الجديد يختلف عن دارس العهد القديم فى هذا الشأن،فبينما نجد التوراة وكتب الأنبياء والكتابات أى مجمل العهد القديم ، لا يزال كما هو ولا زالت عبرانيته مفهومة فى المجــتمع اليهودى ، ولا زالوا يستخدمونه بحرفيته البالغة حتى اليوم ، نجد فى المقابل الآخر أن العهد الجديد كان مصيره عند الأمة اليونانية محتاجآ للتنقيح والتحديث بسبب إختلاف اللغة وتطورها بســـبب أن المتكلمين بها - فى مجموعهم – لم يكن العهد الجديد مثلآ أساسآ لثقافتهم حتى تـُصـَـاغ علـــى مثال مفرداته وقواعه الحديث أو الجديد الوارد من المفردات ، بل كانت الغالبية العظمى منهم لا تــــــدين بالدين المسيحى ولا تأبه بكتاب العهد الجديد،على عكس العهد القديم الذى كانت الأمة اليهودية هى المتكلمة باللغة العبرانية وظل العهد القديم بلغته ومفرداتها وقواعدها أساسآ للغة حديثــــــــــــــــهم ومعاملاتهم،وبذلك كان الحديث الوارد عليها يصاغ على مثال شكلها ولا زال اليهود فى كل مـــــكان فى العالم يقرأونه ويفهمونه لأنه أساس ثقافتهم الأدبية .
هذا التغير الذى حدث عبر القرون فى اللغة اليونانية الكوينى أدى لوجــــــــود ترجمات حديثة للـغة اليونانية ، ليس ذلك فقط ولكن تغيرت الحروف اليونانية فى شكلها رغــــــــــم حفاظها على جـوهر هذا الشكل ولكن تعددت الخطوط بحيث صارت الخطوط القديمة غير مـعهودة لدى القارىء اليونانى الحديث .
فقد قام البطريرك مكسيموس الجاليبولى المتوفى عام 1633 م بترجمته قبل وفاته وظل اليونانيون يستخدمونه حتى عام 1703 م حيث تمت ترجمته فى عهد البطريرك"جبرائيل الثالث القسطنطينى" بواسطة جمعية نشر الإنجيل اليونانية فى اليلاد الأجنبية ، ثم تم تـــحديث تلك الترجمة فيما أطلــقوا عليه إسم "كاري ﭭوسا"عام 1820 م ، ثم ترجم فى عصر البطريرك "ألكسندروس ﭙاليس"عـــــام 1902 م ، ثم ترجمته جامعة أثينا عام 1967 م ، وأخيرآ نشأت جمعية شهود يهوة التى ترجـــــمته بإغفال بعض المقاطع الغائبة عن بعض المخطوطات والتى توافق هواها عام 1993 وأطــلقت عليه باليونانية :-
 Η Αγία Γραφή—Μετάφραση Νέου Κόσμου
وبالإنجليزية :-
The new World Translation of the Holy Scriptures
ودارس العهد الجديد بالدراسة المبنية على اللغة الأصلية يقوم بالخطوات التالية :-

1- كتابة النص كلمة كلمة ليضع تحت كل كلمة المعنى الحرفى المباشر لها بالإعتماد على  :-
Lexicon
"ليكسيكون" حتى يتمكن من تحليل الكلمة لمعرفة أصلها ومن ثم الرجوع للقامـــــــــــوس الخاص بالكوينى لمعرفة المعنى المقابل لكل كلمة .
2- كتابة الترجمة للنص بالإعتماد على أكثر من ترجمة .
3- العودة لدراسة وإقتفاء المخطوطات التى ورد فيها هذا النص فيما يسمى بإسم الدراسة النقدية .
4- تكوين تصور عام لمفهوم هذا النص بناء على المعنى الذى يتكون لديه من خلال المدلـــــــولات المتعددة لترجمة كل كلمة.
وكمثال مبسط دعونا نتخذ الصلاة الربانية على سبيل المثال الواردة فى الإمجيل بحسب البــــــــشير  لوقا 11 : 2 – 4 ( لاحظ أن إسم هذا الكتاب فى اليونانية هو " كاتا لوقان" أى بحسب لوقا).
 
ΚΑΤΑ ΛΟΥΚΑΝ


الصلاة الربانية


ορανος·
τος
ν
μν
Πάτερ
الجملة اليونانية
سموات
ال
فى
هو
لنا
ياأب
ترجمتها كلمة كلمة
/KJV/ Our Father which art in heaven, 
/RSV/ Father/
 GNT// Father:/000000000000أبانا الذى فى السموات
σου,
νομά
τ
γιασθήτω
الجملة اليونانية
ك (بتاعك – ملكك)
إسم
ال
ليتقدس
ترجمتها كلمة كلمة
 /KJV/ Hallowed be thy name.
/RSV/ hallowed be thy name
/GNT/     May your holy name be honored; ليتقدس إسمك
σου,
βασιλεία
λθέτω
الجملة اليونانية
ك ( بتاعتك – ملكك)
ملكوت
أل
تأتى
ترجمتها كلمة كلمة
 /KJV/Thy kingdom come.
 / RSV/. Thy kingdom come
/GNT/     may your Kingdom come. ليأتِ ملكوتك
σου
θέλημά
τ
γενηθήτω
الجملة اليونانية
ك ( بتاعتك – ملكك)
مشيئة
أل
لتعمل( لتكون فاعلة)
ترجمتها كلمة كلمة
 /KJV/Thy will be done,
 /RSV/00000000000
/GNT/00000000لتكن مشيئتك
γς·
π
κα
οραν
ν
ς
الجملة اليونانية
الأرض
على
كذلك
السماء
فى
كما
ترجمتها كلمة كلمة
 /KJV/as in heaven, so in earth.
 /RSV/ 00000000000
 /GNT/ 00000000000                                                كما فى السماء كذلك على الأرض
σήμερον
μν
δς
πιούσιον
τν
μν
ρτον
τν
الجملة اليونانية
اليوم
لنا
أعط
يومى
أل
نا ( بتاعنا – ملكنا)
خبز
أل
ترجمتها كلمة كلمة
 /KJV/Give us day by day our daily bread.
 / RSV/ Give us each day our daily bread
;/GNT/ Give us day by day the food we need خبزنا كفافنا( خبز يومنا) أعطنا اليوم
μν

φειλήματα
τ
μν
φες
κα
الجملة اليونانية
نا ( بتاعتنا – ملكنا)
ذنوبنا
أل
لنا
إغفر
و
ترجمتها كلمة كلمة
KJV / And forgive us our sins;
 RSV/ and forgive us our sins
/GNT/ Forgive us our sins, واغفر لنا ذنوبنا
μν
φειλέταις
τος
φήκαμεν
μες
κα
ς
الجملة اليونانية
لنا
مذنبين
أل
نغفر
نحن
أيضآ
كما
ترجمتها كلمة كلمة
 /KJV/ for we also forgive every one that is indebted to us.
/RSV/, for we ourselves forgive every one who is indebted to us;
/GNT/ for we forgive everyone who does us wrong.كما نغفر نحن أيضآ للمذنبين إلينا
πειρασμόν
ες
μς
εσενέγκς
μ
κα
الجملة اليونانية
التجربة         ( الإغواء)
إلى
نا
تقود
لا
و
ترجمتها كلمة كلمة
 / KJV/And lead us not into temptation;
 / RSV/ and lead us not into temptation."
/GNT/  And do not bring us to hard testing.ولا تـُـدخلنا فى تجربة
πονηρο
το
π
μς
ῥῦσαι
λλ
الجملة اليونانية
شر
أل
بعيدآ عن
نا
آت
لكن
ترجمتها كلمة كلمة
 /KJV/ but deliver us from evil.
 /RSV/000000000000
/GNT/ 000000000000لكن نجنا من الشرير

KJV = King James Version
GNT = Today’s English Version
الترجمة العربية هى من ال ﭬان دايك
مقدمة:
ملاحظات على الدراسة النقدية
الملاحظة الأولى التى نلاحظها أن ترجمة الملك ﭼيمس الأولى وكذلك فى ترجمته المُنَقَحة ( لم نأتِ بها ) تتفق كثيرآ مع الترجمة العربية ﭬان دايك ، بل مع كافة الترجمات العربية بخصـــــــوص نص الصلاة الربانية ، وربما كان السر فى ذلك أنها ترجمة مُحافِظة ، ونحن فى الشرق بحســـب طبيعتنا متحفظون ، وكان ولا يزال نص الصلاة الربانية نصآ تحفظه الأجيال وتتسلمه محفوظآ غيبآ ، كثـير الترديد بحيث لا تستطيع الترجمات الحديثة من  النيل من حرفيته،على عكس كافة الترجـــــــــــمات الحديثة فى اللغة الإنجليزية التى منحت نفسها الحق فى الإعتماد على بعض المخــــطوطات التى تم إكتشافها حديثآ والتى تم تدوين هذا النص فيه منقوصآ.
فالمخطوطات فى أساسها هى عبارة عن أعمال قام بها أفراد أو جماعات فى عصور ماضية لكـتابة بعض النصوص التــى أعجبتهم ، وفى كثير من الأحيان كان هناك نُساخ لا يقومون بعمل النسخ إلا للأجزاء التى تروق لهم أو التى يتيسر لهم رؤية أصول لها وعلى قدر ما تـُمَكِنـَّـهم ظروفهم المادية والثقافية تكون كمية الكتابة أو دقتها .
وليس شرطآ أن تكون المخطوطات التى أتيحت للباحثين فى مطلع القرن العشـــــرين هى أقرب دقة من التى نجدها فى هذا العصر ، إذ ربما تكون المخطوطة المكتشفة فى زمن أحدث تعود لعصر أقدم وتعبر عن الأصول بشكل أكثر دقه .
وهذا علم له قواعده وهو يسمى :-
Biblical Archeology
وهذه المخطوطات تختلف فيها الصلاة الربانية الواردة فى الإنجيل بحسب البشير متى 6 :9 – 13 عن تلك التى وردت فى الإنجيل بحسب البشير لوقا 11 : 2 -4 والواقع أنه حتى فى المخـــــطوطات التى إعتمدها مترجموا نسخة الملك ﭼيمس وترجمتنا العربية المسماة ﭬان دايك ، نجد هناك إخـتلافآ بين نصى متى ولوقا فى بعض التعبيرات والتركيبات اللغوية كذلك فى الخاتمة على النحو التالى :-
RSV Mat : 6: 9 – 13
Our Father in heaven,
   hallowed be your name. 
10   Your kingdom come.
   Your will be done,
     on earth as it is in heaven. 
11   Give us this day our daily bread.* 
12   And forgive us our debts,
     as we also have forgiven our debtors. 
13   And do not bring us to the time of trial,*
     but rescue us from the evil one.
* 

RSV Lu 11:2 – 4
Father,*.
 hallowed be your name
   Your kingdom come.* 
3   Give us each day our daily bread.* 
4   And forgive us our sins,
     for we ourselves forgive everyone indebted to us.
   And do not bring us to the time of trial.
بينما نجد أن ترجمتنا بل ترجماتنا العربية كلها توحد ما بين النص الموجود فى الإنجيل بحسب البشير متى 6 : 9 – 11 وبين النص الوارد فى الإنجيل بحسب البشير لوقا 11 : 2 – 4 ما عدا بعض الإختلافات اللفظية وبعض التراكيب اللغوية التى سنذكرها فى حينه .
النص فى متى
أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ
Πάτερ μν ν τος ορανος· γιασθήτω τ νομά σου,
      λθέτω βασιλεία σου, γενηθήτω τ θέλημά σου, ς ν οραν καπ γς·
      τν ρτον μν τν πιούσιον δς μν σήμερον·
      κα φες μν τ φειλήματα μν, ς κα μες ⸀φήκαμεν τος φειλέταις μν·
      κα μ εσενέγκς μς ες πειρασμόν, λλ ῥῦσαι μς π το ⸀πονηρο.
 النص فى لوقا
: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ، لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 3خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ، 4وَاغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا، وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ»..
والواضح أن هناك إختلافآ واضحآ بين نص متى ونص لوقا فى الخاتمة ، فالنص فى متى يعطـــــينا مثلآ متكاملآ للصلاة بما تحتويه حتى الخاتمة ( وهى بالمناسبة غير موجودة فى بعض المخطوطات حتى فى نص متى ) وهى غير موجود فى لوقا بحسب كافة المخطوطات .
هذه المخطوطات الأكثر حداثة والتى يستند عليها المترجمون الإنجليز فى ترجماتهم الـــــــــــحديثة إعتمدوا عليها بمظنة أن الكاتب أو الناسخ لمخطوطة لوقا ( وهى فى الواقع أحدث من المـــخطوطة التى إستندت عليها ترجمة الملك
ﭼيمس و ال ﭬان دايك من حيث زمان إكتشافها رغم أنها كـــــــانت الأقدم فى تاريخ كتابتها أو نسخها).
هذه المخطوطة الأحدث فى تاريخ إكتشافها والأقدم فى تاريخ نسخها جعلتهم يتصورون أن الناســخ للمخطوطة التى إستندنا عليها أكمل النص الناقص فى لوقا من ذهنه الذى كان قد حــــفظ هذا النص تمامآ فى ذهنه ، والسر فى ذلك يعود لترديد الكنيسة الأولى للصلاة الربانية حسب النـص الوارد فى الإنجيل بحسب البشير متى ( التى كانت تستخدم النص اليونانى قبل ترجمته ) ، وأن الناســــخ لتلك المخطوطة الأقدم فى تاريخ إكتشافها ولكن الأحدث فى تاريخ قيامه بالنسخ كان من بين رجـــــــــال الكنيسة الذين تأثروا بنص الصلاة الربانية الوارد فى الإنجيل بحسب البشير متى كنص أساسـى فى صلوات الكنيسة .
ونحن ليس لدينا فارق بين المخطوطتين فكلاهما لم تأتِ بكلمات لم تــــــصدر على فم الرب يسوع ، وفى ذات الوقت لم ترفض نصآ ورد على لسانه ، وهناك من يرى أن إستـــــــخدام الكنيسة للإنجيل بحسب البشير لوقا وهو يحتوى على الصلاة الربانية كاملة كان أسبق وأقدم من المـــخطوطة التى حسبوها أكثر قِدمآ من غيرها ، بدليل ترديد الكنيسة لهذا النص فى صلواتهم كما هو ، وأن الناسخ الأقدم فيما يتصورون نقل عن نسخة أقدم كان فيها النص كاملآ ولكنه ســـقط منه بعض العبارات ، وأن وجود إحتمالية العثور على تلك الأصول للنسخ التى تتطابق مع النسخ التى إستـــــــــند عليها مترجموا  ترجمة الملك
ﭼيمس و ال ﭬان دايك  قائمة ، فكل يوم يأتى يكشف عن المــــــــــــزيد من المخطوطات التى تنتمى لمختلف العصور ، وأن إستخدام الكنيسة لهذا النص كنص محفــــوظ غيبآ يؤيد وجود هذا الإحتمال ، فسقوط بعض العبارات من الناسخ لتلك المخطوطة التى يســـــتند عليها المحدثين هو أمر وارد الحدوث عند مقارنة النصوص من مخطوطة لأخرى .
أما الملحوظة الثانية فهى :-
أن الترجمتين التقليدية العربية و ترجمات تقليدية إنجليزية كذلك إهتمت
بترجمة التعبير الذى فى اللغة الكوينى والذى ورد بمعنى ( الشر) أى
 
μν σήμερον
"هيمين سيميرون"
بكلمة "الشرير" أو بالإنجليزية :-
devil Or Evil one”  
بينما هى فى المخطوطات الكوينى المعتمدة والشائعة تعنى الكلمة ( الشر)وهى غير مشـــــتقة فى
صيغة إسم الفاعل أى شر وليس شرير وحتى ترجمة
RSV  
 تذكر التعبير" الشرير" رغم كونها أكثر حداثة  :-

التفسير:-

بمراجعة النص الكتابى الوارد فى الإنجيل بحسب البشير متى نجد أن نص الصلاة الربــــــانية الذى ورد فيه قد جاء تلقائيآ على لسان الرب يسوع ضمن موعظته على الجبل بسبب أن حديثه خلال هذا التعليم تطرق إلى الحديث عن الصلاة ، أثناء قيامه بالنصح والتعليم لكل الجمع الذى كان موجـــودآ أسفل الجبل وهو يعلمهم وقد إتخذ من الجبل منبرآ له .
بينما كان النص الوارد فى الإنجيل بحسب البشير لوقا له سبب آخر، وفى مناسبة مخــتلفة عن تلك التى تعرض لها البشير متى بالتسجيل  ، فقد كان بمفرده يصلى فى الخلاء  ( راجع لوقا 11 : 1 )
1وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي فِي مَوْضِعٍ، لَمَّا فَرَغَ، قَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ: «يَارَبُّ، عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا عَــــــــلَّمَ يُوحَنَّا أَيْضًا تَلاَمِيذَهُ».
فقام الرب يسوع بإعادة بعضآ من الجزء الذى كان قد علم به الناس من قبل فى الموعـــــــظة على الجبل وأمر أو نصح تلاميذه لتكون صلاتهم على هذا النمط.
هذا التكرار يشبه إلى حد بعيد التكرار الذى حدث للشريعة على فم موسى ( راجع تثنية 9 : 10 مع تثنية 10 : 4 )
9 :
10وَأَعْطَانِيَ الرَّبُّ لَوْحَيِ الْحَجَرِ الْمَكْتُوبَيْنِ بِأَصَبعِ اللهِ، وَعَلَيْهِمَا مِثْلُ جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي كَلَّــمَكُمْ بِهَا الرَّبُّ فِي الْجَبَلِ مِنْ وَسَطِ النَّارِ فِي يَوْمِ الاجْتِمَاعِ.
10 : 1 – 4
1«فِي ذلِكَ الْوَقْتِ قَالَ لِيَ الرَّبُّ: انْحَتْ لَكَ لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ مِثْلَ الأَوَّلَيْنِ، وَاصــــْعَدْ إِلَيَّ إِلَى الْجَبَلِ، وَاصْنَعْ لَكَ تَابُوتًا مِنْ خَشَبٍ. 2فَأَكْتُبُ عَلَى اللَّوْحَيْنِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي كَانَتْ عَلَى اللَّوْحَـــــــيْنِ الأَوَّلَيْنِ اللَّذَيْنِ كَسَرْتَهُمَا، وَتَضَعُهُمَا فِي التَّابُوتِ. 3فَصَنَعْتُ تَابُوتًا مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، وَنَحَتُّ لَوْحَـــيْنِ مِنْ حَجَرٍ مِثْلَ الأَوَّلَيْنِ، وَصَعِدْتُ إِلَى الْجَبَلِ وَاللَّوْحَانِ فِي يَدِي. 4فَكَتَبَ عَلَى اللَّوْحَيْنِ مِثْلَ الْكِـــــــتَابَةِ الأُولَى، الْكَلِمَاتِ الْعَشَرَ الَّتِي كَلَّمَكُمْ بِهَا الرَّبُّ فِي الْجَبَلِ مِنْ وَسَطِ النَّارِ فِي يَوْمِ الاجْتِمَاعِ، وَأَعْــــطَانِيَ الرَّبُّ إِيَّاهَا.
ومن الواضح أنه فى زمن موسى كان قد تم تدوين الشريعة بواسطة الله بإصبعه فى المرة الأولى ، بينما  كانت الشريعة فى المرة الثانية مكتوبة بواسطة موسى ذاته تحت إشراف مباشـــــر من الله ، وسفر التثنية يوضح كيف أن السر وراء إعادة كتابة الشريعة كان فى نسيان شعب بنى إســــــرائيل لعهده مع إلهه وإلتفاته للعبادات الأولى التى كانت منتشرة فى مصر حيث عجل أبيــــــس المقدس ، وكيف أثار هذا النسيان حفيظة موسى فألقى بالحجرين اللذَين كتبهما الله بإصبعه ليتحــطم الحجرين بسبب تلك الخطية العظيمة التى إنتشرت بين الشعب .
 وبغض النظر عن إشتراك موسى مع الشعب فى عملية التحطيم هذه(لأن موسى فى غــــضبه حطم لوحين ما كان من المنتظر منه أن يؤدى به هذا الغضب إلى ما أدى إليه) ، ومع ذلك فالســـــبب فى تكرار الشريعة يبدو بشريآ مبنيآ على تناسى البشر لوصايا الله.
لقد كانت المرة الأولى التى نطق بها رب المجد بالصلاة الربانية أثناء الموعظة على الجبل ، وكـان من المُفترَض على التلاميذ المتواجدين معه فى ذلك الوقت أن يكونوا منتبهين لتعــــــــــــليمه ، كما يفترضون فى قرارة أنفسهم أن تكون هذه التعاليم محفوظة فى قلوب سامعيه من عامة الناس الذين حضروا لسماع تعليمه،ومع ذلك فيما يبدو لم يبذلوا جهدآ كافيآ فى محاولة تذكر تلك التعاليم.
ومع ذلك فقد كان الرب يسوع يختلف عن موسى ( فى ضعف بشريته) فلم يغضب ، ولم يعــــــــاتب ولكنه أعاد عليهم مجمل التوجه الذى أراد أن يلتفت إليه كل مؤمن وهو يقدم الصلاة لله ، فـــقد كان وديعآ ومتواضع القلب .
Πάτερ
إن تلك الصلاة تدعونا إلى الإقتراب إلى الله بوصفه أب أى " ﭙاتير " وبهذا تعبر الصلاة عن مـــدى قرب العلاقة بين الله والمصلى أى المؤمن .
 فهو لا يحتاج لتنميق أو تنميط  للمفردات وذلك لأن الله هو" أب".
 وقد سبق للرب يسوع أن شرح وجود تلك العلاقة قبل حديثه عن الصلاة الربانية فى متى 6 : 5 - 8  حيث قال
5«وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ فِي الْمَجـــــَامِعِ وَفِي زَوَايَا الشَّوَارِعِ، لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! 6وَأَمَّا أَنْــــــــتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُـــــــــــوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. 7وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلاً كَالأُمَمِ، فَإِنَّهُمْ يَظُـــــــــنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ. 8فَلاَ تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ. لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ.
هذه العلاقة الشخصية الخاصة بين المؤمن والآب هى بمثابة العلاقة بين أى إبن وأبيه ولا سيما إذا كان الأب يعرف إحتياجاتنا قبل أن نطلبها ، وأنه يدعونا بألا نكرر الكلام باطلآ كالأمــــــــم على نمط صلوات الفريسيين( وفى النص يطلق عليهم لقب "أمم" تشبيهآ بليغآ لهم بالأمم) وقد كانوا يتــلون الصلوات بشكل تلقائى دون وعى بكلماتها ، وفى نفس الوقت بمراعاة أن نطلب طلبات على خــلاف ما تعود الأمم أن يكون ضمن إهتماماتهم فى الصلاة ،ولكن نطلب ملكوت الله وبره.
هذا كله علمنا إياه فى الموعظة على الجبل ، ولقد إسترعت نظر الدارسين لتعاليم المــــــــسيح قول المسيح بخصوص الأمم أو الفريسيين فى صلاتهم عندما كانوا يكررون الكلام باطلآ ، ففهـــــموا أن الصلاة الربانية غير مقصودة كنص يجب تكراره ، ولكن كنمط ينغى لأن نتخذه كمـــثال للصلاة التى يريدنا الرب أن نمارسها .
τος ορανος
 أى "السموات" (" تويس أورانويس" متى 6 : 9 ) بينما يكون المؤمن بجسده فى مخدعه  على
π γς
( أى الأرض" إﭝى  جايس" متى 6 : 10 )  هذه المقابلة بين المكانين ( السموات والأرض) كـانت مقصودة ، رغم أنه لم يتم التعبير عنها لفظيآ، والسبب هو فى حديثه المطول عن الأرض مـــن قبل حيث يكون المؤمن ملحآ للأرض ونورآ للعالم ، لذلك فحديثه عن السموات هو جذب لإنتباه المـؤمن حتى تتغيير إهتماماته وهو متأهب للصلاة ، فهو متوجه إلى السموات وليس للأرض، ومــــــع ذلك  فهو يتوق لتحويل ما فى السماء من بهاء ليحل على الأرض.
ثم يعود ليؤكد على وجوب سعى المؤمن لتنفيذ مشيئة الله التى توجد فى السموات لتــــــــكون على الأرض ، ومن الواضح أنها مهمة صعبة وعسيرة ، لذلك يتوجه المؤمن بها للأب لكـى يعين ضعفه فيصنع الأب بسلطانه هذه المشيئة الصالحة الكاملة المرضيـــَّة.
وأيضآ يكون نتيجة هذا السعى المشترك أن يتقدس إسم الله على الأرض كما أنه مـَُـقـَدَس فـــــــــى السموات.
 
γιασθήτω
" أجياسثيتو" (ليتقدس ) والقداسة هنا تعنى التخصيص للمجد فاسم الله ( أب) مختص به لا يُنادَى به غيره ، فمكانته متميزة كأب لأولاده المؤمنين ، وهذا النهج من التعليم هو الذى جــــــــــعل الرب يسوع يصرح فى متى 23 : 9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السّـــَمَاوَاتِ ، فهذا التخصيص لتلك المكانة (أب) يختص بها الله بوصفه مُمَجَدآ .
فالأب البشرى ليس له هذا المجد الذى يختص به الله فى أبوته التى لا يشاركه فيها أحدآ.
μν σήμερον
" هيمين سيميرون" ( اليوم)  وهى بصيغة المفرد " أعطنا اليوم" مما يلفت نظر المؤمن بأن طلبه بخصوص الطعام أو الأمور المادية الفانية هو طلب يختص بيوم واحد وليس لعدة أيام
فى متى 6 : 12
 
φειλήματα
"هوفيليماتا " والتى تمت ترجمتها (ذنوبنا) ومعناها الدقيق( ديوننا).
بينما فى لوقا 11 : 3
 
μαρτίας
" أمارتياس" والتى تمت ترجمتها ( خطايانا ) ومعناها الدقيق ( سقطاتنا ) ، ومعـنى ذلك أن الرب يسوع عندما كرر الصلاة الربانية إستخدم تعبيرين يشملان الفعل الذى يجب أن نصـــــــلى من أجل غفران الأب لنا بسبب إقترافهما وهما : ظلم الغير من البشر وهو الذى يشَكّل دينآ على المؤمــــن ، والسقوط فى الخطأ وهو يُمَّثِلُ خطأ فى حق الله والبشر.  
ومن الواضح أن غفران الله لخطايانا وذنوبنا يرتبط بغفراننا نحن لأخطاء الغير وذنوبهم .
πειρασμ
όν
"ﭝييراسمون" ( تجربه) وهى تحمل معنى الإغواء وهو فعل منسوب لإبليس وهو يختلف عن
δοκίμιον
 " دوكيمون" ( إمتحان) ، فالله قد يسمح بالإمتحان ( رسالة يعقوب 1 : 3  ) ولكنه ليس مــصدرآ للتجربة(رسالة يعقوب 1 : 13 )  ، فالإمتحان هو تأهيل لمجد النجاح أما الإغواء فهو سقوط أعقب إغواء الحية القديمة لحواء فى جنة عدن .
إن خلاصة هذه الصلاة هى الإقتراب من الله فهو الأب.
 وطلب ثلاثة أشياء هامة لأجل الله وهى تمجيد إسم أبينا وإستحضار ملكوته وتكميل إرادته على الأرض.
 ثم طلب ثلاثة أشياء تهمنا وهى طعامنا أو حاجاتنا اليوميه لليوم الذى نصلى فيه والمغفرة لكافة ألوان أخطائنا وحماية الرب لنا من تجارب الشيطان .
 وترتبط هذه الصلاة بشرط مهم وهو غفراننا لأخطاء الغير فى حقنا .